mardi 2 septembre 2014



بسم الله الرحمان الرحيم
قصة أكثر من رائعة : لا تتوانى في التعبير عن مشاعرك تجاه من تحب

شاب مصاب بسرطان لا أمل في شفائه .. ولد به.. في ربيعه السابع عشرة و يترقب الموت في أي لحظة… قابع طيلة يومه في البيت تحت رعاية والدته.
رغب يوما أن يخرج من البيت لبعض الوقت … ترجى أمه … بعد إلحاح وطلب مشوب بتوسلات قبلت أمه على مضض … وراح يتنزه في الطرقات بلا هدف ، يشاهد المتجر هذا ليتوقف عند المتنزه ذاك ثم يواصل مشيه إلى أن استرعى انتباهه محل بيع أشرطة الأغاني .

كانت به فتاة في ريعان الصبا، لو أمكن للجمال أن يتجسد لكان جسم الفتاة هذه محله ، من فرط جمالها وقف الشاب مشدوها ، وكان الحب من أول نظرة.
قدم رجلا و أخّر أُخرى ، كما يقولون ، تردد في الدخول ، غابت عنه الحجة ، و في الأخير وجد نفسه أمامها، أسرته بابتسامتها ، تسارع نبض قلبه و هو يرى تراصف أسنانها البلورية و شفتيها المعسولتين ، و أربكه وشاح البراءة المشع من جبينها و هي تسأله: هل بإمكاني مساعدتك؟

كان صوتها مرمرا متكسرا على أرضية من رخام .. تلعثم الفتى … وقال: حسنا …أمممم !!! أريد شراء شريط غنائي .
أخذ شريطا قُبالته ، كيفما اتفق ، و أعطاها ثمنه…

ألا ترغب في أن أغلفه لك ؟ قالت له ذلك بابتسامة كأنها صنارة ، طعم، قيد ، سحر، تعويذة أسرته بها و جعلته مسمرا في مكانه ما من بُدّه إلا الرد بابتسامة وهزة رأس تعني : نعم.
أخذت الفتاة الشريط بكل همة و غابت داخل مكتب ، ثم ما لبثت أن عادت و الشريط بيدها مغلفا أحسن تغليف و بورق زاه مورد. أخذ الشاب الشريط المغلف وغادر المكان عائدا إلى البيت بقلب خافق.

من يومه ذاك، أصبحت زيارة المحل عادته و ديدنه ، كل صبيحة يزور الوجه المشرق و يرتوي بالإبتسامة الشافية و يحمل شريطا و يعود إلى البيت مزهوا ، ليضعه جانبا دون فتحه.

ما أصعب أن يمتزج بداخلك مرض لا شفاء له بخجل لا دخل لك فيه !!! كان الفتى خجولا، ولطالما حاول جاهدا أن يكلم الفتاة البهية ، يطلب منها أن ترافقه في نزهة أو ما شابه ، غير أن الشجاعة كانت دائما تخونه ، كان الخجل يقف بينه و بينها حاجزا لعينا…. لاحظت أمه تغيرا في سلوكه … فرحت بذاك التغيير … أفضى لها بمكنون فؤاده…فراحت تشجعه و تشد من أزره.

في اليوم الموالي ، ذهب الفتى للمحل بعزيمة لا تُـفـَل وفي نيته الكلام معها مهما كان الثمن …و كالعادة اشترى شريطا…غلفته له بغلاف جذاب … غير أنها كانت جد منهمكة و كانت الطلبات كثيرة عليها ..لذا ترك رقم هاتفه قرب صندوق التخليص وغادر المحل .

في الغد ، لم يزر الفتى المحل …بيدها رقم الهاتف .. حاولت الفتاة الإتصال به …ردت الأم محاولة معرفة من المتكلم. قالت : انا فتاة محل بيع أشرطة الأغاني… ارغب في التحدث مع ابنك…. بكت الأم ….. انهارت بكاءا.
سألت الفتاة : ما الأمر؟ ماذا هناك؟
- ألا تعلمين ؟ مات بالأمس.
- وكان صمت رهيب في الطرف الثاني من الهاتف..وجوم…
مرت أيام…حنّت الأم لإبنها…صعدت إلى غرفته لترتيبها…بدأت بخزانة ملابسه … وكانت مفاجأتها…رأت كومة أشرطة مغلفة بأغلفة زاهية براقة لم تفتح أبدا…لم تتمالك نفسها …أثارت كثرة الأشرطة فضولها ففتحت أحدها.

عند تقطيعها غلاف أحد الأشرطة ، سقطت وريقة صغيرة…حملتها لتقرأ:
- هاي !!! إنك ظريف …لكم أتمنى أن نتقابل و نقضي أوقاتا جميلة مع بعض…… صوفيا
سقطت دمعتان حارتان ، انحدرتا على خدي الأم و هي تفتح الشريط الثاني، لتجد وريقة اخرى بها نفس العبارة ،…..وينهمر الدمع … وتفتح شريطا آخر ..وتسقط وريقة أخرى … وآخر ..و أخرى…
كان بكل شريط وريقة بها نفس الأمل بلقاء موعود.

هذه هي الدنيا…. لا تنتظر أبدا … : لا تتوانى في التعبير عن مشاعرك تجاه من تحب …. فغدا ربما يكون الوقت متأخرا


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire